HOME | DD

Published: 2011-01-15 00:54:46 +0000 UTC; Views: 12167; Favourites: 142; Downloads: 85148
Redirect to original
Description
For the free people of Tunisiathe people who ADORE freedom [link]
اسمح لي أيها الشعب التونسي الشجاع، أن أقف قليلا في ظلك المهيب، بدلا من ظل "حيطتنا" التي انهارت على رؤوسنا ...
اسمح لي أن أتمسح بعروبتي في ثورتك الشريفة التي طالت بركاتها كل نفوسنا الحبيسة في سجون نظمنا ...
بل اسمح لي أن أكون أكثر جرأة، وأدعي أن مافعلته يمثل شعوبنا العربية بحلمها الساذج في أن تكون حرة ،هذا الحلم الذي ظل "خيالات عشق" حتى أرسيتَ قواعده أرضاً وأثبت لنا أن الحلم يهزم الكابوس المتأصل في جنباتنا
ها أنا أراك تنزف من جبهتك الطاهرة، تلك الجبهة التي سجدت لله شكراً، وانطلقت تعصف بالطغاة ... أرجو أن تسمح لي أن أطيب هذا الجرح النبيل، وأن أدعي أني أستطيع تضميده بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع ...
هاهو صدرك يعلو ويهبط في توتر، تتلفت حولك في ترقب حذر، أعلم هذا، أعلم أنك لا تصدق، فأنا أيضا أكاد أجزم أن ما أراه امتداد لحلمي الساذج إياه ..
نعم، كيف تصدق أن هذا الشيطان الجاثم فوق صدرك منذ زمان قد احترق، كيف تصدق أن من كان – بالأمس القريب- يتعامل معك بجحافل بربره من قوات الأمن، ويرمي بك في غياهب السجون إذا تثائبت دون إذن، ويشرب من دم بلدك الطاهر موزعا الأقداح على حاشيته وأسرته، ويكتم حريتك سياسيا واجتماعيا ودينيا مقهقها في لذة سادية، قد رحل هربا من جبروتك ...
لا تستهن بنفسك يا أخي، فأنت نور نفسك وهداية ضلالك ومرشد تيهك، أنت الذي تحررت من مستحكريك، وأنقذت أرضك من مستعمريها، تلك الأرض التي أنجبت أبا القاسم الشابي، ليصدح بكلمات ادخرها التاريخ لهذا اليوم، إذا الشعب يوماً أردا الحياة، فلا بد ... لا بد ... أن يستجيب القدر
ألمح تلك الدمعة الحبيسة في عينيك التونيسيتين، أراك تقاومها خوفا من أن توحي لعدوك بالضعف ... لا تجزع أخي، أطلق لها العنان، أطلقها تنفجر في وجه بواقي الطغاة ... ابكِ فرحاً، ابكِ دهشةً، ابكِ انتصاراً ... فلتبكِ حريةً تروي تلك الأرض العطشى التي ماتت ظلماً وجوراً ...
الآن أيها التونسي، حق لك أن تفخر، وأن ترفع رأسك اعتزازاً، بينما نحن ننكس رؤوسنا ذلةً وهواناً ... حق لك أن تصرخ فينا وجرحك يهرق دماً، وعينك تحبس دمعاً، وتعلمنا كيف تكون الحرية ...
حق لك أن تعاتبنا وتأسى لحالنا، فما نحن إلا تلاميذ اصطفوا على "السبورة" رافعين أيديهم في عجز، بينما بلطجية التلاميذ يزرعون في مؤخراتنا ذيول حمير ورقية، ويضعون فوق رؤوسنا طراطير كتب عليها "نعم، شكراً" ...
لكن ما يلبث المعلم التونسي أن يظهر على الباب، فيرتجف البلطجية، وترتعش ركبهم التي صدأت من جلوسها على "كنبة" السلطة، ويتناوبون ذاك الشعور المخزي بالتبول اللا إرادي ...
لقد رأوا ذاك المارد يصرخ فيحرق ما لا ترضى عنه عيناه، لقد هلعوا من مجرد ذكر علمك الأحمر في صحفهم النافقة، لقد ماتوا رعباً، بعد أن ماتوا عفناً
اسمح لي عزيزي التونسي أن "أتمحلس" ، وأعلن أني منذ اليوم، على استعدادٍ أن أكون تونسياً ...
أعيش في تونس الطاهرة، أرتدي زيها الشعبي وأتدثر بعلمها الأحمر وأشجع منتخبها الوطني، اسمح لي أن أعانق التونسيين وأقبّل رؤووسهم ...
اسمح لي، فقد تعلمت منهم اليوم ما لم يعلمني إياه وطنٌ بأكمله
فقط، احذر ... قد تأتيك الطعنات من الخلف، قد يتسلق البعض على أكتافك المثقلة بظلم السنين، قد يسلب أحدهم نجاحك المغموس بدماء الشهداء ...
حافظ على نسيجك ورابط في شارعك، فمنه انطلقت وبه تعيش ...
لا زالت ثورة ياسمينك غضةً طرية، فاحفظها حتى تكبر، وتمطر حريتها على كل من جاورها، لاعنةً الظلم أينما ظهر، ناشرة شذى صحوتها في كل مكان
تونس ... حَقَّ لكِ أن تفرحي، فليست تلك بمباراة تأهيلية لمجرد "الهيصة"، ولا احتفال لتنظيم كأس قد يجلب حرباً أكثر بين شعوبنا الساذجة ...
ولكنكِ حققت المعادلة الأصعب التي توارى منها العديد من متشدقي الديموقراطية والعدل في بلادنا ...
فبينما اختار الجميع السلبية ...
هتفتِ أنتِ بكل روحكِ: حريةٌ ... حرية